«الغارديان»: ما هي تداعيات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟
«الغارديان»: ما هي تداعيات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء اليوم الثلاثاء، عن وقف إطلاق النار، لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ويدخل حيز التنفيذ في وقت ما من يوم غد الأربعاء.
وأضافت "الغارديان أن إدارة بايدن -التي تخشى التصعيد الإقليمي الذي قد يجتذب حليف حزب الله الرئيسي إيران- تحاول التوسط في هدنة منذ أشهر.
بدأ الصراع قبل 13 شهرًا عندما بدأت عناصر حزب الله في إطلاق الصواريخ والقذائف على إسرائيل بعد يوم من هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، ما أدى إلى اندلاع حرب غزة.
انسحاب إسرائيل وحزب الله
وأشارت إلى أن الاتفاق يأتي على غرار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله التي استمرت 36 يوما في عام 2006، لكن لم يتم تنفيذه بالكامل أبدا.
وقالت “الغارديان” إنه من المتوقع أن ينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من جنوب لبنان، في حين يسحب حزب الله أسلحته الثقيلة إلى الشمال من نهر الليطاني، على بعد نحو 16 ميلاً (25 كيلومتراً) إلى الشمال من الحدود.
وخلال مرحلة انتقالية مدتها 60 يوماً، سينتشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية العازلة إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وسوف تتم مناقشة النزاعات الحدودية القائمة منذ فترة طويلة بعد فترة الانسحاب التي تستمر 60 يوماً.
وبحسب الصحيفة ستتم مراقبة هذه العملية من خلال آلية إشرافية بقيادة الولايات المتحدة تعمل بمثابة حكم في ما يتصل بالانتهاكات.
تحذيرات من واشنطن
ويبدو أن إسرائيل جاءت إلى طاولة المفاوضات بعد تحذيرات من واشنطن بأن الفشل في الاتفاق على وقف إطلاق النار من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة إلى عدم استخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من شأنه أن يفرض وقف إطلاق النار في ظل ظروف غير مواتية بالنسبة لإسرائيل.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب يوم الاثنين: "لا توجد عقبات جدية" أمام تنفيذ الهدنة، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع أن الاتفاق حصل على الضوء الأخضر من رعاة حزب الله في إيران، وتحرص طهران على تجنب المزيد من التدهور لردعها الرئيسي ضد إسرائيل.
الوضع على الأرض
وشهدت الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة في ظل سعي الجانبين إلى تعزيز مكاسبهما.
نفذت إسرائيل غارات جوية مكثفة على العاصمة اللبنانية بيروت وجنوب البلاد يومي الاثنين والثلاثاء، بعد أن أطلق حزب الله أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل يوم الأحد، وهو أحد أعنف الهجمات منذ بدء الحرب.
منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعم" لغزة و"إسناد" لمقاومتها، وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع توغل إسرائيلي بري في الجنوب اللبناني.
ومنذ 23 سبتمبر، صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في بيروت وجنوب لبنان وشرقه، تلتها عمليات توغل بري، ووفقًا للأمم المتحدة، أدى هذا التصعيد إلى مقتل أكثر من 3 آلاف شخص وإجبار نحو مليوني شخص على ترك منازلهم.